للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأقر بجميع ما أتت به الأنبياء والرسل وعقد قلبه على ما أظهر من لسانه ولم يشك في إيمانه ولم يُكَفِّر أحدًا من أهل التوحيد بذنب وفوض أمره إلى الله ولم يقطع بالذنوب العصمة من عند الله، وترحم على جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كبيرهم وصغيرهم، وأن القرآن كلام الله عز وجل منزل غير مخلوق والإيمان قول وعمل يزيد ونقص .... الخ (١) ويقول الإمام الشاطبي في الاعتصام ما خلاصته: " إنَّ الخلاف بين الفرق المُخرِج عن الفرقة الناجية هو الخلاف في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزيئات، إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالف يقع بسببها التفرق شيعًا، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزيئات" (٢)

وقال ابن تيمية رحمه الله: " فما زال في الحنبلية من يكون ميله إلى نوع من الإثبات الذي ينفيه طائفة أخرى منهم، ومنهم من يمسك عن النفي والإثبات جميعًا ففيهم جنس التنازع الموجود في جميع الطوائف، ولكن نزاعهم في مسائل الدق، وأما الأصول الكبار فهم متفقون عليها ولهذا كانوا أقل الطوائف تنازعًا وافتراقًا، لكثرة


(١) انظر ص ٢٦ - ٢٨. ') ">
(٢) انظر ص ٢/ ٧١٢. ') ">