للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتمزيق الثياب حيث قال: (والذين شهدوا هذا اللغو متأولين من أهل الصدق والإخلاص غمرت حسناتهم ما كان لهم من غيره من السيئات أو الخطأ في مواقع الاجتهاد، وهذا سبيل كل صالحي الأمة في خطئهم وزلاتهم) (١)

ويقول ابن القيم: (وهذه الشطحات للصوفية أوجبت فتنتين على طائفتين من الناس إحداها حجبت بها محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم فأهدروها لأجل هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار وأساؤوا الظن بهم مطلقًا، وهذا عدوان وإسراف فلو كان من أخطأ أو غلط تُرِك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات وطائفة حجبوا بما رأوه من محاسن القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها فسحبوا عليها ذيل المحاسن وأجروا عليها حكم القبول والانتصار لها) (٢)

ثم يقول: (وهذا الشطحات التي تُرجى مغفرتها بكثرة الحسنات ويستغرقها كمال الصدق وصحة المعاملة وقوة الإخلاص وتجريد التوحيد ولم تُضمن العصمة لبشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم)


(١) الاستقامة، ١/ ٢٩٧. ') ">
(٢) مدارج السالكين، ٢/ ٤٩ - ٥٠. ') ">