للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إيمانه حبط بمجرد ذلك إلا أن يدل على ذلك دليل شرعي. بل هذا من جنس قول الخوارج والمعتزلة، ولا نقول لا يكفّر بل العدل هو الوسط وهو (أن الأقوال الباطلة المبتدعة المحرمة المتضمنة نفي ما أثبته الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إثبات ما نفاه أو الأمر بما نهى عنه، أو النهي بما أمر به، يُقال فيها الحق ويثبت لها الوعيد الذي دلت عليه النصوص. ويُبين أنها كفر ويُقال من قالها فهو كافر) (١) وكما قد قال كثير من أهل السنة المشاهير بتكفير من قال بخلق القرآن، وتكفير من قال إن الله لا يُرى في الآخرة ولا يعلم الأشياء قبل وقوعها.

يقول أبو يوسف ناظرت أبا حنيفة رحمه الله مدة حت اتفق رأيي ورأيه، أن من قال بخلق القرآن فهو كافر) (٢) فيطلق المعنى العام أو اللفظ العام (من قال كذا ... ) ولا يُحدد الشخص، لذلك قال السلف:

وأما الشخص المُعين إذا قيل: هل تشهدون أنه من أهل الوعيد وأنه كافر؟ فهذا لا نشهد عليه إلا بأمر تجوز معه الشهادة، فإنه من أعظم البغي أن يشهد على مُعين ألاّ يُغفر له ولا يرحمه الله بل يخلده في النار، فإن هذا حكم الكافر بعد الموت. والدليل (كان رجلان متواخيين من بني إسرائيل وكان أحدهما عيّر أخاه وهو على الدين،


(١) شرح العقيدة الطحاوية، ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣، ترتيب خالد فوزي. ') ">
(٢) شرح العقيدة الطحاوية، ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣، ترتيب خالد فوزي. ') ">