للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواحد خير وشر وفجور وطاعة، ومعصية وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا) (١)

ويطبق هذه القاعدة الذهبي في حكمه على الرجال: فالذهبي رحمه الله يبدأ بالثناء على الرجل وتبيين محاسنه وأعماله الطبية، ثم يُبين ما وقع فيه من الخطأ وما انتحل من البدع، فمثلاً في ترجمة " ابن تومرت البربري " بدأ بذكر ألقابه وصفاته الحسنة فقال: " الشيخ، الإمام الفقيه، الأصولي، الزاهد، كان أمَّارًا بالمعروف نهَّاءً عن المنكر، قوي النفس، شجاعًا، ذا هيبة ووقار وجلالة في المعاملة، انتفع به خلق، واهتدوا في الجملة، وملكوا المدائن وقهروا الملوك ... ، وكان خشن العيش فقيرًا قانعا باليسير " ومع ذلك لا ينسى الذهبي أخطاءه وما وقع فيه من البدعة فقال: " وكان لهجًا بعلم الكلام، خائضًا في مزال الأقدام، وربط البربر بادعاء العصمة، وأقدم على الدماء إقدام الخوارج " (٢)

ولا ريب أن المقصود باجتماع الإيمان والنفاق: النفاق العملي وليس الاعتقادي المُخرج من الملة، وكذلك المقصود باجتماع


(١) مجموع الفتاوى، ٢٨/ ٢٠٩. ') ">
(٢) سير أعلام النبلاء، ١٩/ ٥٣٩ - ٥٤١. ') ">