للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسرار بالبدعة والإعلان بها (١) وعلى هذا فلا نحكم إلا بعد معرفة حال صاحب البدعة من الجهل والعلم والتأويل السائغ أو غير السائغ أو الإسرار أو الإعلان، وهذا هو ما يقتضيه العدل.

٥ - أنه قد يجتمع في الشخص الواحد الإيمان والنفاق والإيمان وبعض شعب الكفر، وتجتمع السنة والبدعة ومُقتضيات الولاء والبراء.

قد يكون الرجل مؤمنًا ولكنه يرتكب خصلة من خصال النفاق أو يعمل عملاً كفريًا لا يخرجه من الملة، وقد يكون المسلم ملتزمًا بالنسبة، ولكنه مع ذلك يفعل بعض البدع.

وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليس كل من دخل عليه شعبة من شعب النفاق والزندقة فقبلها جهلاً أو ظلمًا يكون كافرًا أو منافقًا في الباطن، بل قد يكون معه من الإيمان بالله ورسوله ما يُجزيه الله عليه، ولا يظلم ربك أحدًا) (٢)

فأهل السنة والجماعة يُعطون كل ذي حق حقه فيُوالي على قدر ما فيه من الإيمان والسنة والخير، ويُعادي بقدر ما فيه من النفاق والبدعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا اجتمع في الرجل


(١) الاعتصام، ١/ ٦٩. ') ">
(٢) درء تعارض العقل والنقل، ٥/ ٣٠٥. ') ">