الناس عنه فيقعوا في أشد منه. وباب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألاّ يفهموا (١)
وعليه فقد تبين لك أن القول قد ينكر في حال دون حال، وعلى شخص دون شخص وأن العالم قد يقول القولين الصوابين كل قول مع قوم لأن ذلك هو الذي ينفعهم مع أن القولين صحيحان لا منافاة بينهما، لكن قد يكون قولهما جميعا فيه ضرر على الطائفتين، فلا يجمعهما إلا لمن لا يضره الجمع".
ومما يؤكد النهي عن امتحان الناس في المسائل الدقيقة من العقيدة أن أهل البحرين أرسلوا إلى شيخ الإسلام رسالة يسألونه فيها عن مسألة (رؤية الكفار ربهم يوم القيامة) وأنه وقع في ذلك خلاف أدى إلى التنازع، فبين أن هذه المسألة لا توجب التنازع، والأمر فيها خفيف، وأن الخلاف فيها لا يوجب التهاجر والتقاطع قال رحمه الله: " وليست هذه المسألة فيما علمت ما يوجب المهاجرة والمقاطعة فإن الذين تكلموا فيها قبلنا بما فيهم أهل سنة واتباع، وقد اختلف فيها من لم يتهاجروا ويتقاطعوا، كما اختلف الصحابة رضي الله عنهم، والناس من بعدهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا