للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأرباب الأحوال والمقامات يكون لأحدهم وجد صحيح وذوق سليم، ولكن ليس به عبارة تبين كلامه، فيقع في كلامه غلط وسوء أدب مع صحة مقصوده" (١)

ومن ذلك أيضًا عندما حكى شيخ الإسلام مقالة الجنيد (٢) " التوحيد إفراد القدم من الحدث" قال شيخ الإسلام: " قلت هذا الكلام فيه إجمال، والمحق يحمله محملا حسنا وغير المحق يدخل فيه أشياء، وأما الجنيد فمقصوده التوحيد الذي يشير إليه المشايخ، وهو التوحيد في القصد والإرادة، وما يدخل في ذلك من الإخلاص والتوكل والمحبة، وهو أن يفرد الحق سبحانه بهذا كله فلا يشركه في ذلك محدث" (٣)

فانظر إلى هؤلاء الأعلام كيف أنصفوا هؤلاء القوم، وحملوا عباراتهم محملا حسنا مع إمكانهم أن يحملوها على المحمل الآخر


(١) ابن تيمية: الاستقامة، ٢/ ١٠٥ - ١٠٦. ') ">
(٢) الجنيد: أبو القاسم محمد (٢٩٧ هـ-) القواريري نسبة إلى صناعة أبيه، ولد بالعراق وأصله من نهاوند، وقد عُرف بسيد الطائفة أي (شيخ الصوفية)، كان شافعي المذهب، من تلاميذه: الحلاج، ولكنه أعلن عدم رضاه عن آرائه القائلة بالاتحاد والحلول، وتتلمذ الجنيد على يد المحاسبي والسقطي، ونقل الجنيد التصوف من مرحلة الزهد والبساطة إلى مرحلة التربية (انظر في التصوف الإسلامي ٥٤ - ٥٥، والشافعي، والعجمي، ط ١٤٢٨ هـ-، دار السلام، مصر.).
(٣) الاستقامة لابن تيمية، ١/ ٩٢. ') ">