للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن هو الأدب العالي وحب الإنصاف.

رابعًا: ضرورة الجمع بين النصوص والمقالات وعدم اعتماد الناقد على نص واحد أو مقالة واحدة.

كثير من العلماء يتعرض إلى القضية الواحدة في أكثر من موضع وأكثر من كتاب فمرة يتحدث بصيغة الإجمال وأخرى بالتفصيل ومرة بالإطلاق وأخرى بالتقييد، وقد يتغير رأيه في المسألة الواحدة.

ولا بد في هذه الحالة من جمع المقالات التي تعرض فيها لتلك القضية، ومن ثم حمل المجمل على المفصل والمبهم على الواضح، والعام على الخاص والمطلق على المقيد، ويرجح المنطوق على المفهوم والعبارة على الإشارة والجلي على الخفي، والمتأخر على المتقدم، تحقيقا للإنصاف ودرء التسارع في الانتقاد والاتهام.

فكثير من العلماء قال قولا يظن صحته، ثم يرجع عنه إلى قول آخر ومن ذلك قول الذهبي في ترجمة أبي بكر الشلبي " لكنه كان يحصل له جفاف دماغ وسكر فيقول أشياء يعتذر عنه فيها " (١) فهل يؤاخذ أبو الحسن الأشعري بمذهبه في الصفات قبل أن يرجع عنه إلى مذهب السلف؟ وهل يجوز أن ينسب إلى ابن عباس القول بجواز


(١) تهذيب سير أعلام النبلاء، ٢/ ١١٢٣، وانظر العلي: إنصاف أهل السنة، ٦٦ وما بعدها. ') ">