للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقرر هذه القاعدة أيضا تلميذه الآخر ابن القيم حيث يقول: " وأيضا فإنه يعفى للمحب وصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ويسامح بما لا يسامح به غيره وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده، فكسرها، وجر بلحية نبي مثله، وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه وربه تعالى يحتمل له ذلك كله ويحبه ويكرمه ويدلله لأنه قام لله تعالى تلك المقامات العظيمة في مقابلة لأعدى عدو له، وصدع بأمره، وعالج أَمتَي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر (١)

ثم قال: " فالأعمال تشفع لصاحبها عند الله، ولهذا من رجحت حسناته على سيئاته أفلح، ولم يعذب ووهبت له سيئاته لأجل حسناته " (٢)

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " فإذا تحققتم الخطأ بينتموه، ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت فيهن، فإني لا أدعي العصمة (٣)

وقد قال تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}.


(١) مدارج السالكين، ١/ ٣٢٨. ') ">
(٢) المراجع السابق، ١/ ٣٢٨. ') ">
(٣) تاريخ نجد، ٢/ ١٦١. ') ">