للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحسن الظن فيه إذ الاتفاق على أمر واحد لكل الأمم متعذر ولم يحصل في عهد الصحابة رضوان الله عليهم.

والهوى الغالب الذي يتطور ويتضخم وتتعمق أغاديره في القلوب فيسيطر على الشخص ويتملك عليه حواسه وعقله حتى ينسى معها المعاني الجامعة والكليات العامة والصعيد المشترك والغايات والمقاصد والقواعد الأصلية للإسلام فيعدم صاحبه البصيرة والإبصار وينسى أبجديات الخُلق الإسلامي فتضطرب الموازين وتختل الرؤية وتختلط الآراء وتختلف الأولويات ويسهل القول بغير علم والفتوى بغير نور والعمل بغير دليل وينتشر التفسيق والتكفير والاتهام ويسقط ذك المريض في هاوية التعصب الأعمى وينسى الانتماء وتظلم الدنيا فلا يكاد يرى إلا سوادًا وظلمة كالحة وما هي إلا انعكاس لنفسيته المُظلمة التي انطفأ فيها نور العلم وخبت فيها جذوة التعقل {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.

وتنقلب الآراء الاجتهادية والمدارس الفقهية إلى تحزب فكري وتعصب تؤول الآيات والأحاديث لما يوافقه (١) (٢)

إن أزمتنا أزمة فكر ومشكلتنا جدية الانتماء والأمة المسلمة عندما سلم لها عالم أفكارها وكانت المشروعية العليا للكتاب والسنة


(١) أدب الاختلاف في الإسلام د. العلواني: ١٣ - ١٤.
(٢) أدب الاختلاف في الإسلام د. العلواني: ١٣ - ١٤. ') ">