أديانهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:«أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا نبي الرحمة، ونبي التوبة، وأنا المقفى، وأنا الحاشر، ونبي الملاحم»(١)
هذا التصور المقتضب حول الإسلام أثار جدلا كبيرا حوله منذ قديم الزمان، واشتد هذا الجدل في العصور المتأخرة التي كثر الحديث فيها حول السلام، وأصبحت الديانة الإسلامية محل الاتهام في الوقت الذي استبعد فيه - لأسباب مجهولة - الحديث عن الأديان الأخرى التي لا تقل شأنا في تعاليمها الحربية عن الإسلام.
وإذا تقرر بشكل قاطع أن الإسلام بحضارته الكبيرة لم يكن قاعدة شاذة عن الحضارات السابقة في كونه استعمل الحرب في بعض الجوانب، بقي أن نتكلم عن التميّز الخلقي الإسلامي في هذه الحرب، حتى أضحى ذلك مثيرا للإعجاب والتعجّب من قِبل كثير من غير المسلمين.
من الأشياء اللافتة التي تحدث في الزمن الحاضر أن عددا ممن يتحدث عن حرب الإسلام وسيفه؛ يتحدث عنه من زاوية الأنظمة الدولية المعاصرة وتقنيتها لمبادئ الحرب. ومع أن الإسلام قد توافق مع كثير من هذه القوانين؛ إلا أننا لا بد أن نؤكد على المثالية العالية في هذه القوانين، والتي أثبتت حروب القرن الأخير (قرن نشر ثقافة