للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام) فضلا عن غيره، أن تلك القوانين غير قابلة للاحترام، ولم تجد تطبيقا لها في تلك الحروب بشكل مُرضٍ، بينما الحرب الإسلامية كانت عقيدة يؤمن المسلمون الأوائل بتعاليمها، نظرية وتطبيقا.

وهنا يقال: إن القتال في الإسلام أو " الجهاد في سبيل الله " يُعد من أهم الأعمال التي يقوم بها المسلم لإرضاء الله، إذ فيه دفع النفس وتعريضها للهلاك، من أجل دين الله.

إن موضوع الجهاد - الذي ثار حوله كثير من النقاش والكتابات والمناظرات - يبقى فضله واضحًا تمام الوضوح في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، فلا مجال أصلا لإنكار الجهاد كأساس متين من أسس الإسلام، ولا يمكن لأحد (يصح أن يكون مسلما) أن يُشكك في تشريعه وأحكامه، وإن كان هذا التشكك أصبح أمرا متوقعا في زمننا المعاصر الذي كثرت فيه الانتسابات للأديان على أنها قوميات.

إن القرآن مليء بآيات الجهاد التي تجعل المسلمين يتوقون له، ويتشرفون بأن يكونوا من المجاهدين، ومن ذلك:

- {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} آل عمران: ١٦٩ - ١٧١

- {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} النساء: ٧٤