للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهج الإسلام، والتي لم يُعرف قولها إلا بعد وفاة الخلفاء الراشدين.

لقد اتسم عصرهم باتساع الدولة الإسلامية بشكل واسع جدا في سنوات قليلة. لكن التساؤل الذي يهمنا هنا: هل كانوا في حرب دفاعية أو هجومية؟

إن الحديث حول هذه المسألة يطول وفيه خلاف مُتشعب، لكن لا يمكن أن يُفْصَل عما قبله في زمن النبوة، ويمكن إيجاز ذلك بما يلي:

أ- الدول المجاورة لدولة الإسلام لم تشن حربا فعلية على المسلمين، بما يستدعي الجيوش الإسلمية أن ترد على ذلك بحجة الدفاع ضد هذا العدوان.

إلا أن هذه الدول المجاورة في الحقيقة كانت في حالة " إعلان حرب " منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم بمبادأة منهم، ولم يُعقد بين المسلمين وتلك الدول معاهدة سلام تُلغي حالة الحرب السابقة.

ب- لا نلاحظ من خلال الصور التي سجلت ما كان يجري على جبهات القتال أن المسلمين عللوا هجومهم على دول الجوار بوجود حالة للحرب التي سبق أن أعلنتها فارس والروم ضد المسلمين. وقد كان السؤال يوجه صراحة للمسلمين: ما الذي جاء بكم؟

كان هذا هو سؤال الفرس للقائد المسلم " ربعي بن عامر "، الذي لم يكن جوابه؛ أن فارس ابتدأت القتال ونحن ندافع عن أنفسنا،