بل كان جوابه:(الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء، من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه، ورجعنا عنه، وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدا، حتى نفضي إلى موعود الله)(١)
لكن في الحقيقة قد يُقال: نعم حمْل الإسلام هو الدافع الأصلي، ولكن لا بد قبل ذلك من وجود حالة الحرب المعلنة من الأعداء، كما هي حالة فارس والروم الذين أعلنوا الحرب في البداية.
ويمكن الجواب: أن الاستناد لهذا الواقع " إعلان فارس والروم للحرب " له حظ من الوجاهة، لكن قد ينقضه أن بعض جبهات القتال لم تكن فيها حالة حرب مُعلنة سابقة. ومن ذلك أن أهل الحيرة كانوا أحلافا لمملكة فارس، لكن لما رأوا الجيوش الإسلامية خرج أهل الحيرة من بلدهم مسالمين وهو ما يُمثّل الانفصال عن دولة فارس، فقد قال خالد بن الوليد لـ " عبد المسيح " أحد قادة الحيرة: أسِلْمٌ أنت أم حرب؟ قال: بل سلم. قال: فما هذه الحصون التي أرى؟ قال: بنيناها للسفيه نحبسه حتى يجيء الحليم فينهاه. ثم قال لهم خالد: إني أدعوكم إلى الله وإلى عبادته وإلى الإسلام، فإن قبلتم؛ فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم؛ فالجزية، وإن أبيتم؛ فقد جئناكم بقوم