للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحبون الموت كما تحبون أنتم شرب الخمر. فقالوا: لا حاجة لنا في حربك، فصالحهم) (١)

لكن في الحقيقة يمكن أن يُناقش هذا بأن أهل الحيرة لم يبادروا إعلان السلام إلا لما رأوا الجيش الإسلامي قد جاء إليهم، إذ لو أعلنوا ذلك قبل هذا لاستقام الاحتجاج.

ويمكن أن نُضيف هنا بأن هناك حالات أخرى تبين أن هدف المسلمين الدعوي لم يُشترط فيه إعلان حالة سابقة من الحرب، فنجد أن خالد بن الوليد قال لأهل فارس: (فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم، ونجوزكم إلى غيركم) (٢)

فمن كان غير فارس الذين كان خالد يريد أن يجوزهم إليها؟ إن تلك البلاد الشرقية لم نسمع أنه قام بينها وبين المسلمين أي ارتباط. لكن هل يمكن القول بأنه أراد بغيرهم: دولة الروم؟ يمكن ذلك، مع أنها كانت غرب فارس، لكن اللفظ يحتمل.

ويبقى أن من أهم تلك الصور؛ بلاد النوبة في جنوب مصر، والتي يبدو أنها مستقلة عن دولة الروم، وهي لم تبدأ بإعلان حالة الحرب على المسلمين، ومع ذلك فقد توجهت لها الجيوش الإسلامية بعد فتح مصر، إلا أنهم وصلوا إلى حالة من إعلان السلام


(١) تاريخ الطبري ٢/ ٣٠٨. ') ">
(٢) تاريخ الطبري ٢/ ٣٢١. ') ">