للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول " إميل درمنغم ": (وما أكثر ما في القرآن والحديث من الأمر بالتسامح، وما أكثر عمل فاتحي الإسلام بذلك، ولم يروِ التاريخ أن المسلمين قتلوا شعبًا، وما دخول الناس أفواجًا في الإسلام إلا عن رغبة فيه) (١)

ويقول " غوستاف لوبون " وهو الذي لا يجهل حضارة المسلمين، إذ هو متخصص فيها: (لم تقلَّ براعة الخلفاء الراشدين السياسية عن براعتهم الحربية التي اكتسبوها على عجل، فقد اتصلوا منذ الوقائع الأولى بسكان البلاد المجاورة الأصليين الذين كان يبغِي عليهم قاهروهم منذ قرون كثيرة. . . فكانت الطريق التي يجب على الخلفاء أن يسلكوها واضحة، فعرفوا كيف يحجمون عن حمل أحد بالقوة على ترك دينه، وعرفوا كيف يبتعدون - خلافا لمزاعم الكثيرين - عن إعمال السيف فيمن لم يُسلم، وأعلنوا في كل مكان أنهم يحترمون عقائد الشعوب وعرفها وعاداتها) (٢)

ويقول مؤكدا خطأ نظرية السيف الدموية التي يُتهم به الإسلام: (كان يمكن أن تُعمي فتوح العرب الأولى أبصارهم. . . ويسيئوا معاملة المغلوبين، ويكرهوهم على اعتناق دينهم الذي كانوا يرغبون في نشره في العالم. . . ولكن العرب اجتنبوا ذلك، فقد أدرك الخلفاء السابقون


(١) حياة محمد، إميل درمنغم، ص٣٣٠. ') ">
(٢) حضارة العرب، جوستاف لوبون، ص١٣٤. ') ">