للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدو المسلمين يريد استباحتها، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} الحج: ٣٩.

وقوله: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة: ١٩٠

الثاني: دفع الظلم والفتنة، وكسر شوكة الكفر التي تحول دون الدعوة الإسلامية وقبولها، وإليه أشار القرآن الكريم بقوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الأنفال: ٣٩

وأيضا: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} البقرة: ٢١٧.

وهنا إشكال أثير حول مقصد الإسلام من القتال مع كونه يبيح المغانم لجنوده، بل هي مما يريده عدد من المقاتلين، الأمر الذي حدث فعلا، فكيف يكون ذلك في سبيل الله؟

نجد أن علماء الإسلام تحدثوا عن مثل هذه النقاط قبل أن تثار في كتابات المستشرقين وغيرهم، ومن ذلك ما قال ابن حجر شارحا قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي سبق قبل قليل: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (١)، قال: (المراد بكلمة الله؛ دعوة الله إلى الإسلام، ويحتمل أن يكون المراد أنه لا يكون في سبيل الله إلا من


(١) صحيح البخاري التَّوْحِيدِ (٧٤٥٨)، صحيح مسلم الْإِمَارَةِ (١٩٠٤)، سنن الترمذي فَضَائِلِ الْجِهَادِ (١٦٤٦)، سنن النسائي الْجِهَادِ (٣١٣٦)، سنن ابن ماجه الْجِهَادِ (٢٧٨٣)، مسند أحمد (٤/ ٤١٧).