للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما انضاف إليه ") (١)

لذا نجد أن القرآن ذم المنافقين لكونهم لا يخرجون للجهاد إلا إن كان هناك مكاسب مادية يأخذونها من هذا القتال: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} التوبة: ٤١ - ٤٢

فقضية الحرب من أجل الغنائم في الإسلام قضية مرفوضة، وقد كان المنافقون يريدون الغنائم فحسب، والله يريد الجهاد في سبيله لنشر دينه، ولا مانع أن تؤخذ الغنيمة تبعا لذلك.

إن غزوات المسلمين في عهد النبوة والخلافة الراشدة لم يكن هدفها حمل المكاسب المادية إلى الدولة الإسلامية، يشهد لذلك تلك المحاورة بين الصحابي " عبادة بن الصامت " وبين الحاكم المصري " المقوقس "، حيث يقول عبادة: (همتنا الجهاد في الله واتباع رضوانه، وليس غزونا عدوا ممن حارب الله لرغبة في الدنيا ولا حاجة للاستكثار منها، إلا أن الله عز وجل قد أحل ذلك لنا وجعل ما غنمنا من ذلك حلالا، وما يبالي أحدنا أكان له قناطير من ذهب أم كان لا يملك إلا درهما، لأن غاية أحدنا من الدنيا أكلة يأكلها، يسد بها


(١) فتح الباري، ابن حجر ٦/ ٢٨ - ٢٩. ') ">