للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل الإجابة على هذا؛ أشير إلى أن الإسلام كغيره من الأديان والثقافات الواقعية قد شرع الحرب بأسبابها، وأيا كان الاختلاف في هذه الأسباب، فهي تبقى مشروعة، إلا أن تميّز الإسلام يظهر في الطرائق التي سلكها في ذلك.

وقد يكون مُستغرَبا - عند كثير ممن يجهل حقائق دين الإسلام - أن قواعد القتال لم تكن متروكة لاجتهادات القواد السياسيين، بل منذ تشريع الجهاد في الإسلام تجد التوجيه القرآني والنبوي لما يجب أن يكون عليه المقاتل المسلم أثناء قتاله، بأن يكون هذا الجهاد وفق قواعد ثابتة لا تُغيرها العداوات أو الاعتداءات الخارجية. وهذه القواعد طالب بها القرآن في عدة مواطن: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} المائدة: ٢

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (٤٠) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٤٢) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} الشورى: ٣٩ - ٤٣

هذه النصوص وغيرها كثير أصبحت مؤثرة في نفس المسلم الذي يرجو نصرة دينه، وقد أثمر ذلك وجود منهج أخلاقي حربي، له