للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحصول ضرر، وإلا فالقتال كله فضيلة وطاعة. والصحيح الأول، ولهذا تممه صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم: «واسألوا الله العافية» (١). وقد كثرت الأحاديث في الأمر بسؤال العافية، وهي من الألفاظ العامة المتناولة لدفع جميع المكروهات في البدن والباطن، في الدين والدنيا والآخرة) (٢) (٣)

وكثيرا ما ظن بعض الجاهلين بأحكام الإسلام أن ليس ثمة خيار أبدا لتلك الشعوب المغلوبة إلا سيف الإسلام، وأن الإسلام في الأصل ما انتشر إلا بحد السيف (٤) فهل كان السيف أحد الخيارات حقيقة؟

عندما نراجع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن نجد له توجيهًا واضحًا في هذا الموضوع، وهو قوله في وصيته الجيش: « ... وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم .. ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكفَّ عنهم .. فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. فإنهم هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ... » (٥)


(١) صحيح البخاري التَّمَنِّي (٧٢٣٧)، صحيح مسلم الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ (١٧٤٢).
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/ ٤٥ - ٤٦.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/ ٤٥ - ٤٦. ') ">
(٤) سبق إشارة لذلك في: المبحث الأول / المطلب الثالث: المبادئ الحربية: آراء متعارضة وشهادات منصفة / تحت عنوان: الهجمة على الحرب الإسلامية.
(٥) رواه مسلم ٣/ ١٣٥٦ (٤٦١٩).