للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الأصل في الحروب الإسلامية أنها وسيلة للدعوة وليست غاية في ذاتها، ولا يُلجأ إليها إلا حين تفشل الدعوة أو يحول بينها وبين الناس حائل. لذا فالحرب تفقد شرعيتها إذا لم تسبقها تلك الدعوة، ولأن المقصود إزالة الشرك وتثبيت الإسلام، فإن تحقق دون قتال فهو المطلوب الذي أمر به القرآن (١) (٢) {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا} الإسراء: ١٥

- {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} الأنفال: ٣٨

- {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التوبة: ٥

وقد سبق معنا قريبا تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على قوّاد الجيوش بابتداء الشعوب بالدعوة للإسلام، وعدم جعل الاجتياح والسلب هدفا لذاته: « ... ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم .... » (٣).

يقول الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما: «ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم» (٤) وهو أمر متأكد، خاصة عند من لم تبلغه دعوة الإسلام.


(١) العلاقات الدولية في الإسلام وقت الحرب، عبد العزيز صقر، ص ١٣.
(٢) العلاقات الدولية في الإسلام وقت الحرب، عبد العزيز صقر، ص ١٣. ') ">
(٣) صحيح مسلم الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ (١٧٣١)، سنن الترمذي السِّيَرِ (١٦١٧)، سنن أبي داود الْجِهَادِ (٢٦١٢)، سنن ابن ماجه الْجِهَادِ (٢٨٥٨)، مسند أحمد (٥/ ٣٥٢)، سنن الدارمي السِّيَرِ (٢٤٤٢).
(٤) مسند أحمد ١/ ٢٣١، وصححه الأرنؤوط في تخريج المسند.