الأول: أنه يجب تقديم الدعاء للكفار إلى الإسلام، من دون فرق بين من بلغته الدعوة منهم ومن لم تبلغه.
والمذهب الثاني: أنه لا يجب مطلقا.
المذهب الثالث: أنه يجب لمن لم تبلغهم الدعوة، ولا يجب إن بلغتهم، لكن يستحب.
ونقل الشوكاني عن ابن المنذر أن القول الثالث هو قول جمهور أهل العلم، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على معناه، وبه يجمع بين ما ظاهره الاختلاف من الأحاديث (١)
أقول: وهذا التفريع والخلاف بين العلماء في المسائل المتعلقة بالمخالفين في الديانة لا يكاد يُعرف عند غير المسلمين، إذ لا نجد في تشريع ديني أو دنيوي أن تتوقف الجيوش الغازية من أجل مصلحة لا تحقق شيئا ماديًا لتلك الدول.
- تسهيل وسائل الدخول في الإسلام:
عندما نلاحظ سيرة نبي الإسلام في علاقاته مع غير المسلمين؛ نرى سعيه الدائم لهداية النّاس. وقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم في تحقيق ذلك
(١) انظر: نيل الأوطار، الشوكاني ٨/ ٥٣، وراجع توسعا واستفاضة في أدلة العلماء ومناقشتها في كتاب الجهاد والقتال في السياسة الشرعية، محمد خير هيكل، ص ٧٧١.