للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى الرغم من البحوث القيمة التي تضمنها هذا الكتاب؛ فإن تحامله وغيره من المستشرقين على الدين الإسلامي وتعصبه لديانته، جعله يهاجم نظام الجزية، ويرى في المسيحيين الذين رفضوا الإسلام ودفعوا الجزية بأنهم شهداء للتعصب الإسلامي!

وعلى الرغم من وجود نظام الزكاة الواجب على المسلم دفعها؛ فإن المستشرقين عادة ما يتجاهلون هذا النظام في حديثهم عن الجزية، مع أن الزكاة مطلوبة من كل مالك للمال من المسلمين، حتى لو كان طفلا.

إن نظام الزكاة يعد خير الوسائل لحل المشكلات الاقتصادية في المجتمع، ولكنها لا تُفرض إلا على المسلمين، ونظرا لأن فتوحات المسلمين كانت مصحوبة بإعطاء حرية الاعتقاد لأهل تلك البلاد؛ فلم يكن للمسلمين أخذ الزكاة من المسلم وترك غير المسلم، والذي لا تجب عليه الزكاة نظرا لعدم إسلامه.

ولما كان الإسلام يحترم الملكية الفردية احتراما شديدا؛ فمعنى ذلك أن مُلاّك الأراضي وأصحاب الثروات الذين يرفضون اعتناق الإسلام يصبحون في حالة مالية أفضل بكثير من حالة مواطنيهم الذين يهديهم الله للإسلام، حيث لن يدفع رافضو الإسلام شيئا من الزكاة ما داموا غير مسلمين.

ومما لا مراء فيه؛ أن مثل هذا الوضع يشجع الناس على عدم اعتناق الدين الإسلامي، هذا من جهة. ومن جهة أخرى؛ كان لزاما