للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على كل فرد أن يدفع للدولة ما يمكنه أن يُسهم به لسد النفقات الباهظة التي تحتاج كل هيئة حاكمة للقيام بالتزاماتها نحو المواطنين، سواء من ناحية المحافظة على الأمن، أم توفير نفقات الجيش، وما عدا ذلك من الخدمات العامة التي تلتزم بها الحكومة الإسلامية (١)

ويحسن هنا الإشارة إلى أن الفقهاء المسلمين لم يتفقوا حول حقيقة الجزية؛ فمنهم من قال: هي عقوبة على الإصرار على الكفر.

ومنهم من قال: إنّها عوض عن معوّض (إما عوض عن النّصرة، أو بدل عن العصمة أو حقن الدّم، وسكنى دار الإسلام).

ومنهم من قال إنها صلة ماليّة وليست عوضا عن شيء؟ (٢) لكن ما يهمنا هنا في موضوع الجزية ما يتعلق بها من عقد الذمة الذي يُعطى لغير المسلمين، إذ إن الجزية في الإسلام ليست مسألة مال يؤخذ من غير المسلم، بل هو عقد ذمة يلتزم به المسلمون مع رعاياهم من الدول التي فتحوها، وهذا العقد له تبعات كثيرة، ومن أهم هذه التبعات؛ الدفاع عنهم ضد كل من يتعرض لهم في أموالهم أو أنفسهم، بظلم أو جور، حتى لو كان هذا الاعتداء من نفس دين


(١) الجزية في الإسلام، محمد كامل المحامي ص ٦ وما بعدها. ') ">
(٢) راجع: الموسوعة الفقهية، مادة: جزية، فقرة: ١٩، ومناقشة للأقوال في: أحكام أهل الذمة، ابن القيم، ص ١٠٥.