للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت تجب على المسلمين لأهل الذمة، إذ لم يكونوا محل إهمال - كما يروج البعض لذلك - بل كانوا محل عناية عند المسلمين الأوائل، ولذا لما أبصر خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيخا من أهل الذمة يسأل الناس، فقال له: ما لك؟ قال: ليس لي مال، وإن الجزية تؤخذ مني، قال له عمر: ما أنصفناك! أكلنا شيبتك، ثم نأخذ منك الجزية، ثم كتب إلى عماله ألاّ يأخذوا الجزية من شيخ كبير. قال: ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه (١)

وعندما فتح خالد بن الوليد أجزاءً من الشام في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم كتب في ذلك عدة معاهدات مع أهل تلك البلاد، ومن ذلك ما كتبه لأهل الحيرة: (وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دِينه يتصدقون عليه، طرحت جزيته، وعيل من بيت المسلمين، وعياله) (٢)

وكان الخليفة الصالح: عمر بن عبد العزيز يطلب من واليه في البصرة: (وانظر من قِبَلَك من أهل الذمة، قد كبرت سنه، وضعفت قوته، وولت عنه المكاسب؛ فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه) (٣)


(١) الأموال لابن زنجويه (١٦٥)، الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام (١١٩). ') ">
(٢) الخراج، لأبي يوسف، ص ١٥٥. ') ">
(٣) الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام، (١١٩). ') ">