لا مبرر له إلا قليلاً - ولكن تلك السهولة التي انتقلت بها البلاد المفتوحة من حال الحرب إلى حال السلم، ومن التغلّب إلى الإدارة) (١)
كيف تتصور من جيش خرج من دياره في حرارة صيف الجزيرة العربية، ويغزو أرضا تصعب الحياة فيها! هل يمكن لجيش كهذا قد أنهكه التعب أن يتذكر - والحال هذه - تلك المبادئ الأخلاقية التي كان ينادي بها وقت السلم؟
إن هذه الحالة يصعب تصورها في الحياة المعاصرة التي أصبح حديث السلام فيها يصمّ الآذان، ولكن ما إن يأتي الابتلاء تتناسى كثير من الدول والشعوب هذه المبادئ الجميلة. وعندما نسلّم بأن للقيم الأخلاقية أثرًا في العلاقات الدولية تواجهنا مشكلة أخرى، هي الغموض في تحديد الأخلاق الدولية، وكما يقول خبير العلاقات الدولية " جوزف فرانكل ": (إن الذي يجعل الأخلاق الدولية على ما هي عليه من غموض هو أن معناها لم يحدِّد قطُّ بوضوح، كما أنه لم يوجد بعدُ اتفاقٌ بين المفكِّرين على العلاقة بين قواعد الأخلاق الفردية وقواعد الأخلاق الدولية. تذهب إحدى المدارس الفكرية متبعة في ذلك " ميكيافيلي " إلى إنكار الأخلاق الدولية كلية ... غير أن أغلب المفكرين يقرون بوجود الأخلاق الدولية، ولكنهم يميزون بينها