للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبين الأخلاق الفردية.

إن أي تحليل واقعي للعلاقات الدولية لا يسعه أن يُتقبل دون مناقشة دعاوى رجال السياسة المكررة في كل البلدان بأنهم محكومون بالقيم الأخلاقية. إن من الواضح أن الأخلاق كثيرًا ما تستدعى وبأسماء مختلفة لا لشيء إلا لإضفاء قدر من الاحترام على مصالح الأنانية للدولة، كما أن اللجوء إلى الأخلاقية تبرير شائع مريح في يد الطرف الذي يعارض الحقوق القانونية لطرف آخر) (١)

وعندما نقارن ونتأمل في حال الفتوحات الإسلامية الأولى نجدها تنادي قبل الحرب بمبادئ أخلاقية، لم تمنعها الشدة والضيق الذي تعيشها تلك المبادئ، كما سيأتي خلال عرض الموقف الإسلامي من القتل الجماعي وقتل الآمنين من النساء والشيوخ والأطفال، والعناية بالأسرى (٢)

ونورد هنا مثالاً واحدا من هذه النظرية الأخلاقية أثناء الحرب. فقد جاء في الروايات التي وصفت فتح المسلمين مدينة خيبر المحصّنة بشكل متين، «فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا من عشرين ليلة، وكانت أرضا وخمة [رديئة] شديد الحر، فجهد


(١) العلاقات الدولية، جوزيف فرانكل، ص ١٦٩، وللتوسع في منهجية العلاقات الدولية، راجع: العلاقات الدولية، صالح الحصين، ص ١٣ - ٣٣.
(٢) سيأتي في المبحث الثالث والمبحث الرابع. ') ">