المسلمون جهدا شديدا .... وجاء عبد حبشي أسود ... فأقبل بغنمه حتى عهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاءه قال: ماذا تقول، وماذا تدعو إليه؟ قال:" أدعو إلى الإسلام وأن تشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله وألاّ نعبد إلا الله "، قال العبد: فماذا لي إن أنا شهدت وآمنت بالله؟ قال:" لك الجنة إن مت على ذلك"، فأسلم. قال: يا نبي الله، إن هذه الغنم عندي أمانة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أخرجها من عسكرنا وارمها بالحصباء، فإن الله سيؤدي عنك أمانتك، ففعل، فرجعت الغنم إلى سيدها».
وفي رواية قال هذا العبد: «يا نبي الله هذه الغنم عندي أمانة، قال: " أخرجها من المعسكر، ثم صح بها وارمها بالحصباء؛ فإن الله سيؤدي عنك أمانتك» وأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمته. أي كونه يحفظ الأمانة (١)
لقد صرحت الروايات الصحيحة بأن الصحابة كانوا في هذه الغزوة في جهد جهيد، حتى اضطروا إلى ذبح الحُمُر وطبخها، ولكن مُنعوا من أكلها، حتى أكفؤوا القدور. وفي هذه الحالة الصعبة جاءهم هذا العبد بقطيع من الأغنام، وهي مملوكة لعدوهم، ومن أسهل الأشياء أن يعتبروا هذه الغنائم المباحة لهم، لأنهم في حالة حرب، والراعي قد أسلم ودخل في جيش المسلمين، ولكن رسول الله صلى الله علي وسلم لم
(١) هذا الروايات جاءت في: دلائل النبوة، للبيهقي ٤/ ٢٢٠. ') ">