يرض ذلك، لأن الراعي كان قد أخذ الغنم من مُلاكها بعقد أمانة، فأمره بردها لأصحابها، ولو كان ذلك في تلك الحاجة الشديدة (١)
- محاولة تجنب الحرب قدر المستطاع:
المتمعن في سيرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم يلحظ عليه أمرا مهما في علاقاته مع الشعوب الأخرى، ذلك أنه لا يجد طريقا فيه هداية للناس للإسلام وابتعاد عن القتل والدماء إلا سلكه، ولو كان ذلك يتنافى أحيانا مع سلطاته السياسية والاعتراض على فرضها، ذلك لأنه صاحب هدف ورسالة واضحة، وليس من أهداف هذه الرسالة الدعوة إلى الحرب والسيطرة على الأمم، والإعمال فيها قتلا وتشريدا؛ بقدر ما هي فرض الإسلام لهداية الناس، ولذا كان يفضل (الوسائل السلمية لحل النزاعات)
ومن تلك الطرق التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم للابتعاد عن الحروب، ولحقن دماء الشعوب الأخرى؛ أنه كان أحيانا يتعهد بإبقاء زعماء البلاد المحارِبة في السلطة إن هم دخلوا في الإسلام، فقد كتب صلى الله عليه وسلم إلى ملك عُمَان كتابا وبعثه مع عمرو بن العاص، وفيه: «بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد بن عبد الله إلى " جيفر " و " عبد " ابني
(١) سماحة الأحكام الشرعية في علاقة المسلمين بغيرهم، محمد تقي العثماني، ص ٣١٣ - ٣١٤. ') ">