للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجلندي: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوكما بدعاية الإسلام أسلما تسما، فإني رسول الله على الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فإنكما إن أقررتما بالإسلام ولّيتكما، وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما، وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما» (١)

وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحب اليمامة هوذة: «بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى. واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك» (٢)

وكان بعض المشركين يشترطون بعض الشروط التي يرون فيها ضمانا لتحقيق مصالحهم، مما يتعلق بإدارة شؤونهم وشؤون المنطقة التي يعيشون فيها، ولذا لما اشترط أهل ثقيف أن تكون الزعامة في قبيلتهم ولا يأتيهم أمير من خارجها؛ جعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وقال: « ... وأن لا يؤمر عليهم إلا بعضهم على بعض»

ولقد كانت نظرة الإسلام إلى الحرب أنها ضرورة لا يُلجأ إليها إلا بقدرها، ومن الأفضل تجنبها، كما جاء في الحديث: «أيها الناس


(١) زاد المعاد، ابن القيم، ص ٣/ ٦٩٣.
(٢) زاد المعاد، ابن القيم ٣/ ٦٩٦.