للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إجلائهم عن المدينة

وقد حاول بعض المستشرقين تحليل ذلك بمحاولة الإكراه الديني لبني قينقع، وفي هذا يقول المستشرق الإسرائيلي " شالوم زاوي " بأن بني قينقاع قد حكم عليهم بالقتل لعدم دخولهم الإسلام، وأنقذهم في ذلك عبد الله بن أُبي، الذي لم يكن مؤمنا أصلا (١)

ولم ينتبه هذا المستشرق إلى التناقض الذي يحمله هذا الرأي مع استبقاء النبي صلى الله عليه وسلم لسائر طوائف اليهود بعد طرد بني قينقاع (٢)

كما أن الطائفة الأخرى " بني النضير " تآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وتحالفوا مع بعض المنافقين على المناجزة، دون أن تتيح لهم الفرصة طريقًا يصلون منه إلى التنفيذ، ولهذه الخيانة حاصرهم المسلمون (حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل، إلا السلاح، فجاءت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها، فكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها، فيحملون ما


(١) مصادر يهودية في القرآن، شالوم زاوي، ص ١٧ (بالعبرية)، نقلا عن: الاستشراق الإسرائيلي في المصادر العبرية، محمد جلاء إدريس، ص ٢١١.
(٢) لمناقشة هذا الرأي، راجع: المجتمع المدني في عهد النبوة: خصائصه وتنظيماته، أكرم ضياء العمري، ص ١٣٧، الحرب في الإسلام وفي المجتمع الدولي المعاصر، توفيق وهبة، ص ٥٧.