للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيها الإخوة:

إن المسلم كلما قرأ القرآن وجد في كل آية من الحكم والخير العظيم ما الله به عليم، فإنه جامع لأسباب السعادة في الدنيا والآخرة، هو نظام هذه الأمة وهداها وعزها وكرامتها وشرفها {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ}، وقال جل وعلا: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}، فهو شرف لهذه الأمة وعز لها، فهو خاتم كتب الله، هو آخرها عهدًا برب العالمين، جمع الله به معاني ما سبق من الكتب، وجعله مهيمنًا عليها؛ ليحق الحق ويبطل الباطل، قال جل وعلا: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}.

فعندما يتأمل الإنسان كتاب الله، وكل آية فيه يقول: لعلها أجمع من غيرها، وهو لا يزال في تدبر وتأمل ليعلم أن هذا القرآن كله خير وهدى وموعظة للقلوب وتذكير للنفوس، وتأصيل للخير في القلوب، وإني لأجدني أتحدث عن وصايا في كتاب الله يسميها العلماء الوصايا العشر، وهي آيات من كتاب الله ذكر الله فيها ثلاث وصايا: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}