{ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، إن هذه الوصايا المؤكدة الثلاث المختومة كل آية بالعقل والفكر والتقوى لجدير بالمسلم أن يتأملها ويتعقلها؛ لأنها وصية الله لعباده ووصية نبيه لأمته، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:(من أراد أن ينظر إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ هذه الآيات من سورة الأنعام {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى آخر الآيات، حقا إنها وصايا يجب العناية بها، والوقوف عندها؛ لأن فيها صلاح القلوب والأعمال، ولأن فيها الدعوة إلى الخير؛ ولأن فيها المنهج المستقيم الذي إذا سار المسلمون عليه نالوا من الله السعادة في الدنيا والآخرة، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بشرع الله؛ لأنه قال لنا:«وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله ... » (١) فكتاب الله وصيته لأمته، وإن هذا الكتاب إن لزموه فلن يضلوا
(١) أخرجه مسلم في صحيحه ح ٢٤٠٨، بلفظ: ((وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به))، وأخرجه الترمذي في سننه ٥/ ٦٦٣ ح٣٧٨٨، بلفظ ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله ... )).