ذلك فليراجع نفسه، وليحاسب نفسه على النقص الذي حصل عليه، والتقصير الذي وقع فيه، هكذا المسلم، فإن القرآن ميزان الأخلاق والأعمال، فمن وزن أعماله بكتاب الله لينظر هل أعماله توافق كتاب الله وسنة نبيه، فتكون حقًا يلزمه، أم تكون أعماله تخالف كتاب الله والسنة فيكون باطلاً يجب أن يبتعد عنه، هكذا المسلم حقًا، يزن أعماله وأقواله بالكتاب والسنة، فما وافق الكتاب والسنة فهو الحق المقبول، وما خالف الكتاب والسنة فهو الباطل المردود، هكذا يجب على كل مسلم أن يكون هذا هدفه في الحياة ليكون من عباد الله المتقين وأوليائه الصالحين، الله يقول:{قُلْ تَعَالَوْا}، يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بدعوة العرب إلى هذا الدين، ودعوتهم إلى هذه الوصايا العظيمة، تعالوا وهلموا وأقبلوا، أقص عليكم ما حرم ربكم حقًا لا ظنًا ولا تخرصًا ولكن بوحي منه أوحاه إلي سبحانه:{تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ}، أقص عليكم ما حرم ربكم حقًا لا ما حرمتموه على أنفسكم بمجرد الظنون والأوهام، وما كنتم عليه في جاهليتكم من تحريم السوائب وغير ذلك، وما كنتم عليه من الضلالات والخرافات، أقص عليكم ما حرم عليكم، وأقص لكم ما أوجب الله