للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليكم، وأوضح لكم المنهج القويم الذي تسيرون عليه في حياتكم؛ لتكونوا من السعداء حقًا، وهذه الآية مكية؛ لكنها عظيمة الشأن لمن تعقل وتدبر، هي مكية لكنها اشتملت على وصايا عديدة؛ لأن القرآن كتاب الله سبب للسعادة في الدنيا والآخرة، {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}، الشرك بالله أعظم الذنوب، الشرك بالله أعظم الظلم، الشرك بالله غاية الجور والطغيان، الشرك بالله أكبر الكبائر، الشرك بالله أعظم محبط للأعمال الصالحة، الشرك بالله موجب للخلود في النار لمن لقي الله غير تائب ولا نادم، نعم، الشرك بالله أكبر الذنوب وأعظمها؛ لأنه مناقض للحكمة التي من أجلها خلق الله الثقلين الإنس والجن، فإن الله خلقنا جميعًا جنّنا وإنسنا لعبادته وحده لا شريك له؛ لنعمر الأرض بطاعته، ونقيم عليها شرع الله، ونتوجه بقلوبنا إلى الله محبة وخوفًا ورجاء، هكذا أمرنا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}، فالحكمة التي من أجلها خلقنا هي عبادتنا لله وحده لا شريك له، وإخلاصنا لدين الله، وتوجهنا بقلوبنا في دعائنا واضطرارنا ورجائنا واستغاثتنا