للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستعانتنا ورغبتنا ورهبتنا، أن نتوجه بكل ذلك إلى الله وحده؛ لأنه جل وعلا خالق للكون كله، خلقنا وخلق من قبلنا ومن بعدنا، وخلق الكون كله، فهو مالك الدنيا والآخرة، خلقنا أيها العباد وما خلقنا ليستكثر بنا من قلة، ولا يستعزّ بنا من ضعف، ولا ليستغني بنا من فاقة، فهو الغني الحميد، وهو القوي العزيز، وإنما خلقنا لنعبده وحده لا شريك له؛ لنقيم دينه بعبادته وحده لا شريك له، ونعتقد أن كل معبود عبد من دون الله فهو باطل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}، فكل عبادة لغير الله فإنما عبدت بالباطل والضلال، والرسل جميعًا إنما أرسلوا لهذه الغاية الوحيدة، دعوة العباد إلى دين الله، إذ لما وقع الشرك في قوم نوح، بعث الله نوحًا إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وإخلاص الدين لله ويحذرهم من أصنامهم التي كانوا يعبدونها {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}، يدعوهم إلى إخلاص الدين لله، يدعوهم إلى إفراد الله بالعبادة فكذبوه وخالفوا أمره {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ}، مع أنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، وهكذا جميع الرسل كما