للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولوا: لا إله إلا الله، لو كان الهدف النطق بها لأجابوه؛ ولكن العرب أهل فصاحة وبيان، يعلمون مراد المتكلم من كلامه، هدفه من مقاله، فقالوا كما قال الله عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}، يستكبرون ويأبون أن يقولوها {وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}، وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر والجنون، يريدون الحط من قدره ودعوته، ولكنه صابر محتسب، المهم أنهم فهموا الحقيقة، وعلموا ما دُعُوا إليه، قال الله جل وعلا عنهم: إنهم قالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، يقولون: إن محمد بن عبد الله أراد أن يجعل الآلهة المتعددة إلها واحدًا، ويمنعنا من اللات ومن مناة، ومن العزى، ومن، ومن .. ، يريد إلها واحدًا يدعى، إلهًا واحدًا يرجى، إلهًا واحدًا يسأل، إلهًا واحدًا يستغاث به، إلهًا واحدًا يلتجأ إليه، وإلهًا واحدًا يستعان به، وإلهًا واحدًا يخاف منه، وإلهًا واحدًا يرهب، علموا هذا الأمر وعلموا أن الدعوة، دعوة إلى التوحيد الخالص الصادق، لكن القلوب فيها من الزيغ والضلال ما الله به عليم، فقالوا: