للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، يرون هذا عجبًا أن يدعوهم محمد بن عبد الله إلى إله واحد، ويبعدهم عما كانوا يعبدون هم وآباؤهم وأسلافهم من هذه المعبودات المتنوعة الضّالة، قال الله جل وعلا عنهم: إنهم قالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}، والله جل وعلا أخبر: أن هذا التوحيد هو الأصل، وأن الشرك ضد التوحيد ومناقض له، كما قال جل وعلا: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}، فالشرك بالله أعظم الظلم، قال الله عن لقمان: إنه قال لابنه: {يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، أيّ ظلمٍ أعظم من ظلم الشرك، فالله خلقه، والله رزقه، والله الذي أوجده من العدم، والله هو الذي رباه بالنعم، والله الذي يكلؤه بليله ونهاره، والله متكفّل برزقه، والله، والله .. ، ثم جعل إلها آخر يتعلق قلبه به، ينسى خالق الأرض والسماوات، ينسى من يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}،