حق يحيى عليه السلام:{وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}، وقال في حق عيسى ابن مريم عليه السلام:{وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}، فجعل العقوق شقاء، العاقّ شقي بلا إشكال، والعاقّ عاصٍ بلا إشكال، والعاقّ ذليل مهان بلا إشكال، والعاقّ في نفسه قلق مضطرب، غير مستقرة حياته لتعاسته، فحياته شقاء، ولا يهنأ بعيش، ولا يتلذذ بأولاد، ولا يهتني بطعام، ولا يتلذذ بمنام، بل المصائب تتوالى عليه وتتتابع عليه، لمن عقل وتدبر وتعقل.
والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن برهما سبب لتفريج الكربات، والنجاة من المائق عندما تقع، ففي قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، ثم أطبقت عليهم الصخرة، فحالت بينهم وبين الناس، ولم يجدوا سبيلاً، إلا أن يتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، والتوسل إلى الله بصالح العمل أمر مطلوب، قال أحدهم: «اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، كنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يومًا فلم أرح حتى ناما، فحلبت غبوقهما وكرهت أن أوقظهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم أعطهم شيئًا حتى استيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك