للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد ارتضى الله عز وجل مصدرًا واحدًا لتلقي عقائدهم وعباداتهم حتى تستقيم حياتهم متمثلا في القرآن الكريم والسنة المطهرة قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.

" يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه {يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره" (١)

فلا ينبغي لأتباع هذا القرآن أن يتركوه ويتلقوا أفكارهم من بشر لا علم لهم به ولا يهتدون بهديه، وقال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الآيتان الكريمتان أمر صريح باتباع القرآن والسنة، بطاعة الله وطاعة رسول الله، ولا يصح الاقتصار على القرآن وحده في تلقي الأوامر الإلهية، فكثير من هذه الأوامر وردت على


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان – للشيخ عبد الرحمن بن ناصر ابن السعدي - تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق- الناشر: مؤسسة الرسالة - ص ٤٥٤ الطبعة: الأولى ١٤٢٠هـ -٢٠٠٠ م.