للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسان النبي صلى الله عليه وسلم وفي تصرفاته؛ ولذلك قال الله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله " (١) وقد قال رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: «تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ» (٢)

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَغَضِبَ وَقَالَ ((أَمُتَهَوِّكُونَ بهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ والذي نفسي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شيء فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ والذي نفسي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم- كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يتبعني)(٣)


(١) تفسير السعدي - ص ٨٥٠
(٢) أخرجه الإمام مالك - كتاب: القدر،: باب النَّهْي عَنِ الْقَوْلِ بِالْقَدَرِ. - ٥/ ١٣٢٣ برقم ٣٣٣٨ - الناشر: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان -الطبعة: الأولى ١٤٢٥هـ - ٢٠٠٤م.
(٣) أخرجه الإمام أحمد - مسند المكثرين من الصحابة - مسند جابر بن عبدالله رضي الله عنه. - ٣/ ٣٨٧ برقم ١٥١٩٥ - الناشر: مؤسسة قرطبة.