{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً}" للمؤمنين؛ اليهود والمشركين، لشدة شكيمتهم وتضاعف كفرهم، وانهماكهم في اتباع الهوى، وركونهم إلى التقليد، وبعدهم عن التحقيق، وتمرنهم على تكذيب الأنبياء ومعاداتهم، وعدوانهم لا ينقطع إلى الأبد"
فهل يعي المسلمون مدى هذه العداوة، ومدى هذا الحقد الذي يضمه صدر اليهود والذين أشركوا، ويحذروا منهم.
والمثير للعجب أن تجد من بني الإسلام من يتشبه بهم في جميع عاداتهم وتصرفاتهم ومظاهرهم وملابسهم وقصات شعرهم حتى أصبح كثير من الشباب المسلم من شدة تشبهه بالغرب يبدو وكأنه واحد منهم وقد قال صلى الله عليه وسلم:«من تشبه بقوم فهو منهم»(١)
" وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم، من تشبه بقوم فهو منهم أو حشر معهم، من تشبه بهم في أفعالهم وهيئاتهم وزيهم وعادتهم إلى غير ذلك.
والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه ومن تبع غير في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير. فأما من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله أيضا ولم يأخذه أحدهما
(١) أخرجه الإمام أبو داود، كتاب اللباس باب في لبس الشهرة ٢/ ٤٤١ برقم ٤٠٣١ ط- دار الفكر.