للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهم: {إِنَّ هُدَى اللَّهِ} الذي أرسلت به {هُوَ الْهُدَى}.

وأما ما أنتم عليه، فهو الهوى بدليل قوله {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}.

فهذا فيه النهي العظيم، عن اتباع أهواء اليهود والنصارى، والتشبه بهم فيما يختص به دينهم، والخطاب وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أمته داخلة في ذلك؛ لأن الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطب، كما أن العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب" (١)

والآية الكريمة تعكس العداء الدائم من اليهود والنصارى ضد الإسلام والمسلمين فهم وإن كانوا مختلفين فيما بينهم إلا أنهم يجتمعون ضد الإسلام والمسلمين.

فهل يليق بالمسلمين أن ينجرفوا وراء أهواء اليهود والنصارى بعدما عرفوا أنهم يضمرون لهم كل هذا البغض ويريدون إهلاكهم والانحراف بهم عن عقيدتهم.

قال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}.


(١) تفسير السعدي - ١/ ٦٤ ') ">