ما لا يطلع عليه غيرهم. ثم بين العلّة في النهي عن مباطنتهم فقال جل ذكره:{لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا} أي: لا يقصرون ولا يتركون جهدهم فيما يُورثكم الشَّر والفساد، والخَبَالُ: الشّرُّ والفساد، {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} أي: يودّون ما يشق عليكم من الضر والشر والهلاك. والعنت: المشقة {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ} أي: البغض، معناه ظهرتْ أمارة العداوة، {مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} بالشتيمة والوقيعة في المسلمين، وقيل: بإطلاع المشركين على أسرار المؤمنين {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ} من العداوة والغيظ، {أَكْبَرُ} أعظم، {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}(١) فمن كان من أهل العقل فليتجنب عدوه وأفكاره فهم لا يريدون بالمسلمين إلا سوءاً.
" يخبر تعالى رسوله، أنه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى، إلا باتباعه دينهم؛ لأنهم دعاة إلى الدين الذي هم عليه، ويزعمون أنه الهدى، فقل
(١) معالم التنزيل - المؤلف: محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي المحقق: حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة: الرابعة، ١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م – ٢/ ٩٥.