للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بل يؤمنون بجميعهم " (١)

وهذه العقيدة حين ترسخت في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب أصحابه الكرام ثبتوا عليها كثبات الجبال الرواسي فلم يهونوا ولم يميلوا ولم يحيدوا عن الحق فدافعوا عنه مهما تفانى أعداء الإسلام في إبعادهم أو استمالتهم عنه، والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد الكثير من مشاهد ذلك الثبات.

ومنها ما ورد في قول الله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (٢٢) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} " من الثبات مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمقاتلة لإِعلاء الدين من صدقني إذا قال لك الصدق، {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} نذره بأن قاتل حتى استشهد كحمزة ومصعب بن عمير وأنس بن النضر، والنحب النذر واستعير للموت لأنه كنذر لازم في رقبة كل حيوان، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} الشهادة كعثمان وطلحة رضي الله عنهما، {وَمَا بَدَّلُوا} العهد ولا غيروه، {تَبْدِيلا} شيئًا من التبديل " (٢)


(١) تفسير السعدي - ١/ ١٢٠ ') ">
(٢) تفسير البيضاوي - ٥/ ٩ ') ">