ووسائل الإعلام إحدى متع هذه الحياة وهي نعمة إن استغلت فيما يحب الله ويرضى، وهي نقمة إن حادت عن هذه الغاية " فلقد خلق الله طيبات الحياة ليستمتع بها الناس؛ وليعملوا في الأرض لتوفيرها وتحصيلها، فتنمو الحياة وتتجدد، وتتحقق خلافة الإنسان في هذه الأرض. ذلك على أن تكون وجهتهم في هذا المتاع هي الآخرة، فلا ينحرفون عن طريقها، ولا يشغلون بالمتاع عن تكاليفها. والمتاع في هذه الحالة لون من ألوان الشكر للمنعم، وتقبل لعطاياه، وانتفاع بها، فهو طاعة من الطاعات يجزي الله عليها بالحسنى.
وهكذا يحقق هذا المنهج التعادل والتناسق في حياة الإنسان، ويمكنه من الارتواء الروحي الدائم من خلال حياته الطبيعية المتعادلة، التي لا حرمان فيها ولا إهدار لمقومات الحياة الفطرية البسيطة.
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ} أي: ابتغ بها ما عند الله ولا تقتصر على مجرد نيل الشهوات، وتحصيل اللذات.
{وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ} بالتكبر والمعاصي والاشتغال بالنعم عن