للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلاً فَواسَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ في أَنْفُسِكُم يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلاَمِكُمْ أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ في رِحَالِكُمْ فَوَالَّذِى نَفْسُ محمد بِيَدِهِ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ)). قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا.

ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- وَتَفَرَّقُوا)» (١)

وهكذا عالج النبي صلى الله عليه وسلم الموقف وقوّم الأفكار، ووأد الفتنة في أول ظهورها، وفي ذلك القدوة الحسنة لولاة أمر المسلمين، والدعاة، والمصلحين في كل عصر ومصر إذا أرادوا إرادة حقيقية في تحصين المسلمين من الانحراف الفكري، وتحقيق الأمن الفكري لهم.

ومن المواقف التي وردت في السنة لتدل على استخدام النبي صلى الله عليه وسلم لأسلوب الحوار وأنه أسلوب جدير في أن


(١) أخرجه الإمام أحمد – مسند المكثرين من الصحابة - مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - ٣/ ٢ برقم ١١٧٤٨