فإن اتّحدتْ هاتان الخصلتان في أيّ مجتمع قويت ركيزته، وتماسكت أجزاؤه، فاستحقوا الخير والتوفيق في أمورهم، ودافع الله عنهم الشرور والآفات:{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}.
فتظهر مع الإيمان آثار استتباب الأمن، بحيث تطمئن القلوب في كل بيئة توافرت فيها الأسباب المعينة على ذلك.
أما إذا افترقتا، فإن الخلل يبين، بحسب زاوية الانفراج بينهما قوّة وضعفاً، ويتأثر الوضع بين الأفراد، وفي المجتمع، ويشتدّ الاحتراس والتخوّف، كلما نقص الإيمان.
والذي يحصل عن نقصه: انتزاع الأمن في الأوطان، والطمأنينة في البلدان وسائر المجتمع، كما قال تعالى:{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}، وهاتان الرّكيزتان:
الأمن: الذي يأخذ من الأمم جهدًا كبيرًا، وأموالاً طائلة علاوة على الدراسات والتخطيط، وتكريس الأعداد الهائلة من الأجهزة والأفراد والمعدات، وهذا كلّه جزء من العمل الاجتماعي الذي يستنزف طاقات، وقدرات كثيرة.
(١) وقيل إنه من كلام الفضيل بن عياض، كما ورد في حلية الأولياء، وذكر ابن كثير في تفسيره أنه أثر، وعده من الإسرائيليات.