تكون جذوره راسخة في قلبه، فهو ليس بالادعاء أو الانتماء، ولكنه تحقيق وبرهان، يقول سبحانه:{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}.
فمرتبة الإيمان: أعلى من مرتبة الإسلام، ونفس لا إيمان فيها، تبقى مضطربة تتقاذفها الأهواء والنزعات؛ لأنها قلقة، ويحركها أصحاب الأهواء الخفية لمآربهم التي تضر بالأمة، وتبقى تائهة ومضطربة، تتقاذفها الأهواء؛ لأنها لا تسير في هدف يرضى الله عنه، ويحركها أفكار شاذة، وأيدٍ خفيّة، وتجسم أمامها أمور، تجعل أصحابها يتخوّفون من كلّ ما يصوّر أمامهم حتى يسهل توجيههم، وانقيادهم لأمور بدون روية، أو نظرة للعواقب ولا إدراك لما يساقون إليه، من إضرار بالنفس، وبالمجتمع وإرهاب للأمة وقتل النفس البريئة المحرمة بغير حق، وعصيان لولي الأمر، الذي قرن الله طاعته بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذا من التغرير بالشباب، الجاهلين بالعواقب؛ وقلب المفاهيم عندهم، مما يجب معه إنقاذ الشباب، حتى تتفتح أذهانهم ويعرّفوا بالأمر الحسن؛ ليتجهوا إليه والأمر الضارّ، بعلاماته الدالة عليه، فيحذروا من الانسياق نحوه، فهم أمانة أمام أولياء الأمور، بدءًا بالأسرة والبيت، ثم المدرسة والمجتمع، وكلّ من لديه القدرة على التوجيه والإبانة: من العلماء والمفكرين، والمدركين لبواطن الأمور،