للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومع ذلك فإن يد الغدر والخيانة، والقلوب الخاوية من الإيمان، امتدّت إليه، بإرادة منهم لإطفاء وهج الإيمان، فاغتالت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو في الصلاة مع جماعة المسلمين، في فاتحة من أعمال الإرهاب، يراد وراءها إطفاء نور الله، إلا أن موت عمر وغيره، من رجال مدرسة النبوة، أولئك الذين هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يميت الحق.

ومن المعلوم أن راحة النفوس لا تكون إلا بالإيمان، ورخاء المجتمع لا يكتمل إلا بالأمان.

فالأمان ثمرة من ثمار الإيمان، وحصيلة من حصائل العقيدة الصافية، المرتبطة بالله جلّ وعلا وجدانيًا وبالجوارح عمليًا.

والإيمان والعقيدة الصافية، لا يكون لهما أثر ثابت، ونتيجة ظاهرة مرضية، إلا بعد الدخول في الإسلام وفهمه جيداً، ثم تطبيقه عملاً؛ لأنه الدين الذي لا يقبل الله من الثقلين: الجن والإنس إلا هو، كما قال سبحانه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، إلا أنه هو المدخل لعقيدة الإيمان؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله» (١)، وهذه الشهادة أول أركان الإسلام الخمسة، فيجب لهذا أن يكون الإنسان مسلمًا بلسانه وجوارحه، ويسلم الناس من أعماله السيئة، فلا يكون إيمان المرء وإسلامه بلسانه فقط، دون أن


(١) صحيح البخاري الإيمان (٢٥)، صحيح مسلم الإيمان (٢٢).